Rabu, 21 November 2012

الغيبة أخطارها



المقدّمة

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلله فلا هادي له، أشهد أن لا إله الّا الله، وأشهد أنّ محمد رسول الله، لا نبي بعده.
انتشرت في مجتمعاتنا ظاهرة الغيبة، ومن خلال الاختلاط الوظيفي والاجتماعي، أرى إنّ كثير من النّاس يعطي الحقّ لنفسه من أن يغتاب فلان وفلان ومن باب المقولة الشهيرة (اللهم لا غيبة)، وبعد ذلك يقوم بسرد كافة عيوب الإنسان، ومع الأسف الشديد أرى أيضا أن المستمع لا يحاول أن يصلح المغتاب بل بالعكس يقوم بالغيبة معا.
وقد تكون الغيبة عادة في حياة المسلم، بل رأى في التلفار والمذياع البرنامج يشبه الغيبة،  وكأنّه يتسابق في بحث أخبار  الأخرين بطريقة مختلفة، وأيضا رأينا في بعض المجالس تفعل  الغيبة ولا يقصد أنه يغتب أخاه، وانتشرت في المجتمع الإسلامي حتى ما يسلم منها الاّ  قليلا من الناس. لذلك لابدّ الإنتباه إليها لأنها من الصفات القبيحة وأثارها خطيرة في الفرد و المجتمع المسلم.
إنّ بعض العبادات اليوميّة التي يقوم بها الإنسان ويلتزم بها كالصلاة، لا يمكن أن تؤثّر  على نفس الإنسان، لتجعله مستحقّاً للثواب الإلهيّ الموعود إذا كان مبتلى بالغيبة، فقد ورد في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من اغتاب مسلماً أو مسلمة ًلم يقبل الله تعالى صلاته ولا صيامه أربعين يوماً وليلةً، إلّا أن يغفر له صاحبه". قد ورد فى الحديث: حدّثنا المصفّى أخبرنا بقيّة وأبو المغيرة قالا حدّثنا صفوان قال حّدثنى راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير عن أنس بن مالك قال :قالرسول صلى الله عليه وسلّم:  لما عرجبى( عرج بى ربّى) مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، وقلت من هولاء يا جبريل؟ قال هولاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)[1].
          بناءً على ما سبق تقدم الباحثة هذا البحث تحت الموضوع" الغيبة وأخطارها "لمعرفة ما هي الغيبة وأنواعها وأخطارها، ومعرفة مضرات الغيبة للمغتاب والمسلمين، هذه المشكلة الكبيرة الّتي تحدث في المجتمع الإسلامي وتحذير  للمسلم لفعلها.





 

الغيبة و أخطارها
داهرياتي
1.    تعريف الغيبة
 الغيبة لغة: مأخوذة من الكلمة غاب –يغيب- غيبة معناها ذكر الإنسان بما يكره.[2]
           اصطلاحا: ذكر الإنسان الأخر بما فيه ممّا يكره، سواء أكان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو خلقه أو ماله أو ولده أو والده أو زوجته أو خادمه أو مملوكه أو ثوبه أو مشيته أو حركته أو غير ذلك مما يتعلّق به سواء ذكره بلفظ أو كتابة أو إشارة إليه بعين أو يد أو رأس أو نحو ذلك.[3]
وزاد وهبة الزحيلى في تفسير المنير في تعريف الغيبة  يعني أن يذكر الإنسان  أخاه في غيبته بما يكره، سواء أكان الذكر صراحة أم إشارة أم نحو ذلك، لما فيه من الأذى بالمغتاب، تتناول كل ما يكره، في دينه أو دنياه في خلقه أو خلقه أو ماله أو ولده أو زوجته  أو خادمه أو لباسه ونحو ذلك .[4]
عرّفها أيضا الطبرى: يقول بعض ببعض بظهر العيب ما يكره المقول إذا يقال في وجهه.[5]
هذا تعريف مأخوذ من قول الرسول، قال رسول الله صلى الله وسلم عن أبي هريرة- رضى الله عنه -  أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال:{أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: ذكر أخاك بما يكره قيل: أفريت إذ كان مافي أخي ما أقول قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته.}.[6]

 من خلال التعريفات السابقة لاخصت الباحثة أن الغيبة هي : أن يذكر الإنسان أخاه الغائب بما يكره سواء أكان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو خلقه أو ماله أو ولده أو زوجته أو غير ذلك ما يتعلّق به، من صفة أو خصلة أو هيئة موجودة فيه. سواء كان الذكر صراحة أو إشارة أو نحو ذلك. بهذا معروف أنّ الغيبة متنوّعة، ممّا يلي:
2.    أنواع الغيبة
أنّ الغيبة قسمان : غيبة محرّمة وغيبة مسموحة.
‌أ)     الغيبة المحرّمة : المحرّمة لغة الممنوعة, الغيبة المحرّمة هي: الغيبة التي منعها الله لفعلها. وغيبة محرّمة إمّا بلسان أو إشارة أو سماع الغيبة، لمن فعل ذلك، فانّه من المغتابين، لذلك يلزم للمسلم معرفة أنواعها وأمثالها لحماية المسلم كيلا يسترك فيها، وهي ممّا يلي:
1.                          الغيبة باالسان، يذكره بالكلام، منها: أن يقول ما يتعلّق بحسم الإنسان  كقوله:أعمى، وأعرج، وأعمش، وأقرع وقصير وطويل وأسود وأصفر. أن يقول ما يتعلّق بدينه  كقوله :فاسق، سارق، ظالم، متهاون بالصلاة، ليس بار بوالديه ، لا يضع الذكاة مواضعها وغير ذلك. أن يقول مايتعلّق في دنياه مثل :قليل الأداب، كثير الكلام وكثير الأكل والنوم ونحو ذلك . وأن يتعلّق في الخلق كقول :سوء الخلق، متكبّر، وجبان وسريع الغضب. في الثوب كقول :وسخ الثوب، واسخ الكم، قذر المنظر، ملابسه قبيحة، وغير ذلك.
2.      الغيبة بحركة أو إشارة، أن يقول على عيوبه  بالحركة أو الإشارة، كثير من الناس
لا يعلمون أن يغتاب الناس بالحركة أم بالإشارة  من أفعال الغيبة كما ورد في حديث عن عائشة رضى الله عنها قالت للنبى صلّى الله عليه و سلّم : {حسبك من صفيّة كذا وكذا، قال غير مسدّد تعنى قصيرة، فقال لقد    قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته}.[7]
3.      الاشتراك في الغيبة (مستمع الغيبة) .
 حكم الغيبة الإصغاء الى المغتاب على سبيل التعجّب والرضا بما يقول، فهذا يزيد نشاط المغتاب وتشجيعه، وإذا صدّق السامع  الممغتاب ورضى بقوله، فقد شارك في الغيبة، المغتاب والسامع المغتاب هم سواء(سواء في إثم ).كما قال الله تعالى :﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ [8]  وأيضا في قول الله تعالى:﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا[9]
    وكان من الواجب علي سامع المغتاب أن يمنع المغتاب من فعله، إذا لا يخاف ضرار لنفسه، وإن خافه  فيجب عليه إنكار في قلبه ومفارقة تلك المجالس إن تمكّن من مفارقتها، وإعطاء النصيحة لهم وتصوير لهم أخطارها،  كأنه يأكل لحم أخيه ميّتا.
‌ب)  الغيبة المسموحة : المسموحة لغة  المأذونة ,الغيبة المسموحة هي: الغيبة التي أذن الله لفعلها لغرض شرعي كما يأتي:
‌أ          التظلّم
فيجوز للمظلوم أن يتظلّم إلى السلطان والقاضى وغيرهما ممّن له ولاية أوقدرة على إنصافه من ظلمه، فيقول :ظلمنى فلان، أوفعل بي كذا.
‌ب     الاثتغاثة على تغيير المنكر وردّ العاصى إلى الصواب لمن يرجو قدرته كقول :فلان يعمل كذا فأرجوه أنه يغيّره.
‌ج       الاستفتاء بأن يقول للمفتى، مثلا ظلمني فلان أو أبي أو أخي أو زوجي بكذا، فماذ سأفعل ؟ وما طريقي في الخلاص منه ودفع ظلمه عنّي ؟ فهكذ مباح في الحديث : عن عائشة رضي الله عنها قالت: قالت هند امرأة أبي سفيان للنّبى  صلى الله عليه وسلّم،  (إنّ أبا سفيان رجل شحيح ولا يعطينى ما يكفينى وولدى )[10]
‌د         تحذير المسلمين من الشّرك إذ وجد أنّه سيقع فيه
‌ه       المشاورة قبل الزواج. إذا سأل الرجل عن المرءة أو عكسه، ويقصد لتروّج معها فيجوز أن يذكر ممّا في نفسه، ممّاسأل.
‌و         المجاهر بفسقه،كالمجاهر بسرب الخمر، فلا يجوز أن يذكر بغير العيب الذي يجهر بها.
3.    الأدلة المتعلقة بالغيبة في القرآن الكريم  والحديث الشريف
1)    الدّليل في القرآن الكريم
فقال الله تعالى:﴿  وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [11]
هذه الأية يثبت أن لا يذكر بعض ببعض في غيبته بما يكره، لأن الله يشبّه لمن يغتب أخاه كأنه يأكل لحم أخيه ميّتا، بسبب الغيبة شيئ قبيح بل أقبح من القبائح، هنا أيضا الاستفهام للتقرير ومحبّة المكروه قال الله تعالى : أيحبّ أحدكم أن يتناول لحم اخيه بعد موته؟  فطبعا لايريد ويكرهه، وهكذا للمغتاب أن يكره غيبة المسلم حيّا، لذلك اجتناب ذكره بالسوء  في غيابه.
2)    في الحديث الشريف
عن انس بن مالك قال :قال الرسول صلّى الله عليه و سلّم:  {لما عرجبى( عرج بى ربّى) مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، وقلتُ من هولاء يا جبريل؟ قال هولاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم).[12]
          عن عائشة رضى الله عنها قالت للنبى صلّى الله عليه وسلّم: حسبك من صفيّة كذا و كذا، قال غيرمسدّد تعنى قصيرة، فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)[13]
4.    حكم الغيبة
الغيبة من القبائح الاجتماعيّة التى لا يجوز للمسلم أن يرتكبها، وهى محرّمة وقد اجتمع العلماء أنها من كبائر الذنوب، وقد حرّمها الإسلام ونهى عنها، أن الغيبة تقطّع أواصر الأخوة وإفساد المودّة، ونشر معايب المسلمين. للتنفير من الغيبة شبّه القرآن المغتاب بمن يأكل لحم اخيه ميّتا. قد ذكر ذلك في القرآن الكريم.
بناءً على سورة الحجرات الأية :12 ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ . في الكلمة التي تحتها خط وهى الكلمة: لَا يَغْتَبْ ، هذه الكلمة فعل المضارع  المقرون بلا الناهية، يفيد النهي وله معنى حقيقي هو طلب الكف على وجه الاستعلاء. من معروف أنّ الله قد نهى الإنسان عن الغيبة، وهى محرّمة وذُكِر في حديث النبى صلى الله عليه وسلّم.
{إن دماءكم وأعراضكم حرام، كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا و بلدكم هذ }.[14]  ولكذلك من إجماع العلماء أن الغيبة من الكبائر؛ لأنها  تفسد على حرمة الإنسان، تقطّع
أواصر المحبّة والمودّة بين الناس، ورد في الحديث عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال :{أنّ من أربى الربا الاستطالة في غرض المسلم بغير حقٍّ }.[15]
5.    أخطار الغيبة
أنّ الغيبة أثارها كبيرة وأخطارها شديدة  للمسلمين، الغيبة لا تخطر للمغتاب فقط, ولكن تخطر أيضا للسامع المغتاب  والمجتمع المسلم والناس جميعا،  لذلك نهى الله عنها، مع أنّ أخطارها ليس في الدنيا فقط، بل تخطر في الأخرة. من أخطارها  يعنى :
‌أ)أخطار الغيبة في الفرد والمجتمع
‌أ          ذكر الله قليلاً، لأن المغتاب يشتغل في الكلام الّذي يتكلّم عن عيوب الناس، وينسي أن يقضى وقته بعمل عبث, إنّ كلّ أعمال يفعلها في الدنيا  سيسأل الله في الأخرة، وكان مسئول عن أعماله.  
‌ب     إظهار كراهة الإنسان المغتاب، وينظره بنظر ذلّ، لأنّ المغتاب يتكلّم كلامًا ليس فيه فائدةً.
‌ج       زوال المحبّة وإنقطاع صلّة الرحم بين المسلمين.
‌د         سبب ظهور الظنّ والتجسس بين المسلمين، وظهر شعور ببحث عن أحوال وعيوب الإنسان
‌ه       إظهار النميمة والفتنة بين الناس خصوصا بين المسلمين ,النميمة هي : نقل الكلام  بين الناس على جهة الإفساد بينهم . الفتنة هي : ذكر الإنسان ممّا ليس فيه.هتان صفتان خطير جدًّا, يسبّب بهما الغزو والحرب بين الناس,مع انّ  الفتنة أشدّ من القتل
‌و         سوء مروءة الإنسان في عيون الناس .
‌ز         إظهار الإنفراق والعدوان وسفك الدماء بين الناس.
6.     عاقبة الغيبة في الآخرة :
وورد في كثير من الأحاديث النبويّة أن عاقبة الغيبة في الأخرة شديدة، حتى إذا عرف المسلم بها سيطّرب ويرجف نفسه خائفا لفعلها, ووعد الله تعالى عذابا شديدا  للمغتاب في الأخرة, إنّ الله عليم قدير ولا يخالف الوعد,  أما عاقبة المغتاب في الأخرة كما يأتي:
‌أ)       يستحقّ العذاب من الله، لأن كلّ أعمال يفعلها الإنسان  في الدنيا, يراقب الملائكة ويسأل الله في الأخرة.كما قال الله تعالى﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8)[16]
‌ب)   أُصيب المغتاب ذنباً, وتمحى الحسنات الّتي يفعلها عند حياته في الدنيا : كما قال رسول الله صلى الله وسلّم: {إن الرجل ليأتي كتابه منشورًا فيقول:يا ربّ فأين حسنات كذا وكذا عملتها ليست في صحيفتي ؟ فيقول محيت بإغتيابك الناس. }[17] هكذ الغيبة تمحى الحسنات الّتي فعلها، حتى يجعل الحسنات وأعمال الخير الّتي فعلها عبثاً فوق العبث.  
‌ج)    يخمش المغتاب وجوهه وصدوره بأظفاره في الآخرة, في القصّة قد مرّ النبى عند معراجه مع الملك جبريل النحاس هم يخمشون وجوههم وصدورهم، فسأله النبى جبريل، فقال:أولئك الذين يأكلون لحم أخيهم (فعلوا الغيبة).
‌د)      يكشف الله عوراته في الأخرة,كما وعد الله  لمن يكشف عورة أخاه في الدنيا فكشف الله عورته في الأخرة.
‌ه)    يعذّبه  الله  عذابًا شديدًا في القبور، { أتى النبى إلى القبرين ققال: لعلّه يخفّف عنهما مادامتا رطبتين إنّهما يعذّبان بغير كبير الغيبة والبول}[18]
7.    توبة  المغتاب من الغيبة                                                                     
 علينا أن نعرف, توبة من الغيبة حكمها واجبٌ، إنّ الله  يقبل توبة التائب، ويغفر ذنوب العباد بشروط أن يتوب توبةً نصوحا, ولا أحد أن يغفر ذنوب الإنسان إلاّ لله،  قال الله تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾.
.        شروط قبول التوبة في حقوق الله ثلاثة اشياء:
‌أ)       الخلع عن المعصيّة,
‌ب)  دوام على فعلها.
‌ج)    العزم عدم العودة اليها.
  أمّا توبة المغتاب يزيد شرطا: أن يردّ الظلامة إلى صاحبه أو طلب منه العفو عنها والإبراء منها، فيجب على المغتاب التوبة بهذه الأمور الرابعة، لأن الغيبة فعلقته بحقّ أدمى، لا بدّ باستحلاله ممن إغتابه, قال العلماء في توبة المغتاب إلى  رأيين:
الأوّل: أن يشترط ببيانه إذ طلب المقول  البيان
الثانى: يطلب منه العفو إذ الكلام لا يبلغ الى لمغتاب.
خلاصة القول أن توبة المغتاب سيتمّ بطلب العفو والإبراء من المقول، فإذ طلب منه البيان عنها فيجب علي المغتاب أن يبيّنها،  وإذا كان الكلام لا يبلغ إلى المقول فيطلب منه العفو فقط. وفي المسئلة الأخرى إذا كان المقول ميّتا تعذّر تحصيل البراءة منه، فورد في إجماع  العلماء : ينبغى أن يكثر الاستغفار له والدعاء ويكثر من المحسنات. إذن، توبة المغتاب أصعب من توبة الزاني لأنّ الزاني إذا يتوب، فيتوب إلى الله مباشرة، أمّا توبة المغتاب لا يقبل توبته قبل أن حصل على عفو المقول.













الخاتمة
1.    الخلاصة
1)    الغيبة هي :ذكر الأنسان أخاه بما يكره إذ يذكر أمامه، سواء أكان صراحة أو إشارة، و  لمن إشترك في الغيبة ويرضى بها فهو من المغتابين.
2)    الغيبة لا يخصّص بلسان فقط، ولكن يشتمل على كلّ ما يكره سواء كان صراحة أو إشارة  عن حسمه ودينه ودنياه خلقه وملابسه وغير ذلك.
3)    حكم الغيبة حرام حيّا كان أو ميّتا، وكثير الأدلّة من القرآن الكريم والأحاديث  الشريفة تبيّن عن ذلك.
4)    إفساد مروءة الأنسان .
5)    شبّه الله المغتاب بأكل لحم أخيه ميّتا، بسبب أثارها قبيحة وأخطارها شديدة، ذكر في القران الكريم في سورة الحجرات : ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
6)    كان الغيبة  مسموحة  إذا كان لغرض شرعى.
7)    تنبّه من الغيبة لأنها من الكبائر.
8)    من أخطار الغيبة أن يفسد مروءة الإنسان، وأثارها كبيرة في الفرد والمجتمع، لذلك تحزير من هذ الفعل.

9)    حكم التوبة من الغيبة واجب، لها أربعة شروط :
‌أ          الخلع عن المعاصى.
‌ب     دوام على فعلها.
‌ج       العزم عدم العودة .
‌د         ردّ الظلامة إلى صاحبه، وطلب منه العفو عنها والإبراء منها، فإذ طلب منه البيان فيجب عليه إعطاء البيان.
2.     الإنتقاد والإقتراح
هذا ما تيسرت كتابته على عُجالة من الأمر،  فأسأل الله العفو الغفور أن يتقبلها بقبول حسن، وأن يجعلها ذُخْراً أفرح بها حين ألقاه، وبهذا تنتهي بحث "الغيبة وأخطارها "، أرجو كل رجاء هذا البحث مفيد للقارئ، ولا سيّما للباحثة، إذا وُجِد فيه النقصان والخطاء في اللحن والكتابة، يرجى الإنتقاد والإقتراح من القارئ (قرّاء) ليكون هذا لبحث كاملا. وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وزوجاته ، وعلى التابعين ، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين .





المراجع

القرآن الكريم، سورة الحجرات:12.
 أبي الطيّب محمدشمس الحقّ الغظيم آبادي، شرح سنن أبي داود، عون العبود،بيروت، دار                       إحياء التوات العربي سنة ،1423 ه.
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، المجلّد الرابع عشر، القاهرة،           دار التوفقيّة للطّباعة،سنة،310ه.
 زكى البارودي,  تفسير القرآن العظيم للنساء، القاهرة، مكتبة التوفقيّة، في17/5/2007
محى الدين أبي زكريا يحيبنشرف،  الأذكار إمام النواوي، الدار المصريّة البنانية676  ه.
محيي الدين الدرويش,  إعراب القرآن الكريم وبيانه، دار اليمامة،دمسق-بيروت، الطبعة السابعة -1420ه-1999م.
المعجم الوجيز، مجمع ّاللغة العربيّة، جمهوريّةمصرالعربيّة، طبعةخاصةبوزارةالتربيّةوالتعليم، سنة   1425ه.
وهبه الزحيلى،  تفسير المنير، بيروت-لبنان، دار الفكر المعاصر، سنة1497.
النيسابوري، إمام أبي الحسين مسلم بن الحجج القسيري، صحيح مسلم، دار الكتب العاميّة بيروت-لبنان
 Al-‘Awaisah Hushain bin ‘Audah, Ghibah yang di Bolehkan Dalam Islam, Surakarta:An Najiah, 2008
موافقة المشرفة
أوافق على تقديم بحث التخرج" الغيبة وأخطارها"للطالبة "دهرياتى" إلى لجنة المناقشة.


بادنج, 28/07/1433ه
18/06/2012م

المشرقة

أفضيلا نساMA ,Lc ,





[1] سنن أبو داود (بيروت:دار المكتبة العلميّة،1987)، ص. 22

 [2] الدكتور شوفى صيف، المعجم الوجيز، طبعة خاصة بوزراء التربيّة والتعليم،1425 ه 
[3] أحمد عبد الله باجوز،  الأذكر إمام النواوى(القاهرة:الدار المصرية اللبنانيّة ،1408 ) ص، 423
[4] وهبة الزحيلى، تفسير المنير ، (بيروت:دار الفكر المعاصر،1497) ص :257
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، (القاهرة، دار التوفقيّة للطّباعة،310)، ص.139[5]                
[6] شرح سنن أبي داود، عون المعبود (بيروت، دار الكتب العلميّة، 1423)ص، 220
[7]سنن أبى داود، عون المعبود، (بيروت، دار الكتب العلميّة )1423ه
سورة الخصص:55[8]         
سورة الإسراء:36[9]            
[10]  أبو الحسين مسلم بن الحجاج القساري، صحيح مسلم، (دار الكتب العلمية بيروت-لبنان)ص,65
 [11]  سورة الحجرات اية :12
[12] سنن أبو داود، عون المعبود(بيروت:دارالمكتبة العلميّة)1423 ص:223
                [13]  سنن أبو داود، عون المعبود(بيروت:دارالمكتبة العلميّة)1423 ص:223
[14] سنن أبو داود عون المعبود، (بيروت: دار الكتب العلميّة، 1323 )ص،  322    
المرجع نفسه، ص،221  [15]                               
سورة الزلزلة:7-8[16]         
  رواه الأصبهانى [17]         
 رواه  أحمد وتبرانى في الأوسط[18]            

Tidak ada komentar:

Posting Komentar